وثلاثين، فسأل المتقي أن يسير معه إلى مصر، فأتى، وظهر له أن بني حمدان قد ضجروا من مقامه عندهم، فاستقبله توزون، وقبّل له الأرض، وقبّل يده ورجله، وركب وسار معه، ونزل المتقي هو وحرمُه في مضرب توزون، وأنفذ توزون، فأحضر عبد الملك بنَ المكتفي، وبويع له، ولقّب: المستكفي، وسلّم إليه المتقي، فأخرجه إلى جزيرة بقرب السندية، وسُملت عيناه بعد أن أقيم بين يدي المستكفي، وسُلِّم عليه بالخلافة، وأشهدَ على نفسه بالخلع.
ولم يزل المتقي باقياً إلى أن توفي في خلافة المطيع سنة سبع وخمسين وثلاث مئة، وله ستون سنة.
وزراؤه: أحمدُ بن محمد، ثمّ اليزيديُّ، ثمّ سليمانُ بن الحسن، ثمّ أبو إسحاق المرابطيُّ، ثمّ محمد بنُ القاسم الكرخيُّ، ثمّ أحمد بن عبد الله الأصبهانيُّ، ثمّ علي بن مقلة، ثمّ محمد بن عيسى، ثمّ أبو طاهر محمد بن أحمد، ثمّ أبو الحسن أحمد بن عبد الله، حُجَّابه: سلامة مولى خمارويه، ثمّ بدرٌ الجوشني، ثمّ أحمد بن خاقان.
ثمّ بعده المستكفي بالله بنُ المكتفي، بويع له لعشرٍ بقين من صفر سنة ثلاث وثلاثين، فأقام سنة وأربعةَ أشهر، وخُلع، وسُملت عيناه في جمادى الآخرة سنة أربع وثلاثين، ولقّب نفسَه آخرَ سنة ثلاث وثلاثين: إمام الحقّ، وضرب ذلك على الدينار والدرهم.
ومات توزون لثمان بقين من المحرم سنة أربع وثلاثين، وكانت إمارته سنتين وأربعةَ أشهر، واجتمع الجيشُ على محمد بن يحيى بن شيرزاد كاتبِ توزون، ووصل بنو بويه في جمادى الأولى سنة أربع