كتابه القيِّم الموسومِ بـ:" إيضاح طُرُقِ الإستقامة في بيان أحكام الولاية والإمامة"(١)، فوضعَ فيه عشرةَ أبوابٍ ذكرَ فيها مسمياتِ الحكامِ والولاةِ، والشُّروطَ الواجبَ توفُّرها فيهم، وفَضْلَ الولايةِ وثوابَها، وما للحكَّامِ من الحقوقِ، وما عليهم، ثم خَتَم بذكرِ تواريخِ ووفيَّاتِ الوُلاةِ والحكَّام والسَّلاطين بَدْءاً من عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى عصرِه.
* * *
هذا وقد تمَّ -بفضل الله تعالى- الوقوفُ على النسخةِ الخطيَّةِ الفريدة لهذا الكتاب، وهي النسخةُ المحفوظةُ بدار الكتب الظاهرية بدمشق تحت رقم (٣٣٠١)، وهي بخطِّ المؤلف المعروف بغرابة الشَّكْل، وصعوبةِ القراءةِ، وقلَّة الإعجام، وتقع في (١٦٧) ورقة، حَصَل فيها خرمٌ بين الباب الخامس والسادس بمقدار عشرين ورقة، وجاء على غلافها تملُّكٌ بخط العلامة ابن طُولون المتوفى سنة (٩٥٣ هـ)، وعليها وَقْفُه للكتاب على مدرسة شيخ الإسلام أبي عمر بالصَّالحية.
* * *
(١) كذا وقع اسمه على غلاف النسخة الخطية بخط المؤلف نفسه، ثم سماه في خطبة كتابه بـ: "إيضاح طرق السلامة في بيان أحكام الولاية والإمامة" وقد آثرنا في اختيارنا لاسم الكتاب التسمية الأولى لمدلولها، وإن كانت التسمية الثانية حسنة أيضاً، فالمؤدى واحد، إذ الإستقامة في الدنيا مفضية إلى السلامة في الدَّارين.