الحسن وأبي علي خلاف في أن الواو فاؤها ولامها واو؛ فيحتاج إلى إقامة الدلالة على ذلك بباب (سلس) و (قلق) وما أورده مع ذلك؛ وإنما الخلاف في العين.
قال أبو الفتح في بقية الاحتجاج:(فقد زاد أبو الحسن على ما ذهبنا إليه شيئا لا نظير له في شيء من الكلام البتة، وهو جعله الفاء والعين واللام من لفظ واحد).
قلت: ما زاد شيئا؛ لأن هذا إنما يكون زيادة على ما في كلامهم إذا أتيت بكلمة عينها ياء وفاؤها ولامها واو، ولم يكن ذلك بموجود؛ فما زاد أبو الحسن على ما ذهب إليه أبو علي شيئا؛ فإن كل واحد من المذهبين لا نظير له. [١٠٣/ب].
فإن قيل: فإن (ببة) الفاء فيها والعين واللام لفظ واحد؛ فالجواب ما قال أبو الفتح: إنه ليس باسم، وإنما هو حكاية صوت، مثل:(قب) لصوت وقع السيف، و (ددد) للشيء إذا تدحرج؛ إنما هذه أصوات لا توزن ولا تمثل بالفعل.