سأل عن قوله عز وجل:{أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون}، فقال: إن (أن) الأولى لم يأت لها خبر. وسأل عن العامل في (إذا)؛ ثم قال:(إذا) بمعنى الوقت وهو يضاف إلى الجمل على تأويل المصدر؛ فإذا قلت: تقديره: مخرجون وقت موتكم، كان محالا؛ لأن الإخراج وقت الموت لا يتصور؛ لأنه جمع بين ضدين.
ثم أجاب هو عما سأل فقال: والجواب:
أما الأول فنقول: إن العرب قد حذفت خبر (أن) كثيرا في شعرها وكلامها، والشواهد على ذلك أكثر من أن تحصى لاسيما إذا دل على الخبر مثله. وههنا خبر الثانية دل على خبر الأولى، ونوي عاملا في (إذا) والتقدير: أيعدكم أنكم مخرجون بعد وقت مماتكم؛ إلا أن (بعد وقت) حذفت وأريدت.