قال أبو نزار: تقول العرب: جئت من عنده؛ لأن من قضى وطرًا من شخص فقد صار المعنى عنده غير مهم في نظره؛ لأن الذي انقضى قد خرج عن حد الاهتمام به، وبقس اختصاص الشخص بالموضع المختص بمن كان الغرض متعلقًا به، فأردت أن تذكر انفصالك عن مكان يخصه، فقلت:(من عنده).
فأما إذا كان الإنسان قد اعتزم أمرًا يريده من شخص، فإن المكان القريب من ذلك الشخص لا يهمه، وإنما المهم ذكر الإنسان الذي حاجتك عنده، فالحكمة تقتضي أن يقول:(إليه)،ولم يجز (إلى عنده)؛ هذه حكمة العرب. فأما سيبويه فقال: استغنوا بـ (إليه) عن (إلى [١٧٦/آ] عنده)، كما استغنوا بـ (مثل) وشبهه عن (كـ).
فقال الراد عليه: يا هذا، كانت إصابتك في مسألتك آنفًا فلتة