للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل

ينبغي أن تعلم أن كثيرا من النحويين لا يكادون يعرفون عطف البيان على حقيقته. وإنما ذكره سيبويه عارضا في مواضع، فأكثر ما يجيء تابعا للأسماء المبهمة كقولك: يا هذا زيد. ألا ترى أن تنوين (زيد) قد دل على أنه ليس ببدل؟ وعلى هذا تقول: يا أيها الرجل زيد، فزيد لا يكون بدلا من الرجل، لأن (أيا) لا يوصف بما لا لام فيه، وإنما يكون بدلا من (أي)؛ فلذلك كان مبنيا على الضم غير منون وهذا المكان من أوضح فروقه، وهو من المواضع التي لا يقع فيها البدل.

وللبدل مواضع يخالف لفظه فيها لفظ عطف البيان، فيعلم بذلك أن عطف البيان قبيل من التوابع قائم بنفسه على خفائه، وأحكامه- في التكرير والعطف والإعراب في التقديم والتأخير

<<  <  ج: ص:  >  >>