بثمن، إنما يأكله عند غيره، أو يهدي له الأيسار. وكانوا أكثر ما يجتمعون على الميسر بالليل، ويوقدون نارا لذلك، ثم يؤخذ ثوب شديد البياض، فيلف على يد الحرضة، ويسمى ذلك الثوب (المجول)، وإنما يجعل ذلك الثوب على يده ليغشي بصره، فلا يعرف قدح زيد دون عمرو، وهذا بعد أن يلف كفه بقطعة من جرا لئلا يجد مس قدح يكون له مع صاحبه محاباة.
فإذا أخذ القداح لم ينظر إليها، ويجلس خلفه آخر، ويسمى (الرقيب) ثم يجلس الأيسار حوله دائرين به. ثم يفيض بالقداح، فإذا نشز، أي ارتفع، منها قدح استله الحرضة من غير أن ينظر إليه، ثم ناوله الرقيب، فينظر الرقيب لمن هو فيدفعه إلى صاحبه، فيأخذ من أجزاء الجزور على قدر نصيب القدح منها؛ وذلك هو الفوز. فإن شاء بعد ذلك أمسك وإن شاء أعاد السهم على خطار آخر، ويمسى ذلك (التثنية)، وهو مراد النابغة في قوله: