من قولنا: انطلق زيد-: لا يجوز؛ فقد صار لا يجوز في هذا كما لا يجوز (ما أحمر زيدا)؛ فهل يلزمني أن أكون شبهت اللون بغير اللون؟ وأنا إنما شبهته به من أن هذا لا يجوز كما أن هذا لا يجوز.
وأما قوله:(قد أجمعوا على أن الثلاثي يتعجب منه بلا زيادة ما لم يكن لونا أو خلقة) فاستثناؤه ما لم يكن لونا أو خلقة من أعجب الكلام؛ لأنه لا يتعجب إلا من الثلاثي، أو مما [١١٨/آ] يكون أصله الثلاثي، وزيد عليه مثل أعطى وشبهه. وأيضا فإنه لا يعرف في الألوان فعل ثلاثي، فكيف يستثنى ما ليس يعرف في الكلام؟!
وأما ما كان خلقة وهو ثلاثي فلم يترك التعجب منه عند الأخفش إلا أن أصله أكثر من الثلاثة، وذلك (عور) و (حول)؛ والأصل عنده (اعورا) و (احول) و (اعوار) و (احوال). فلم ارآه ثلاثيا ولم يدر ما أصله استثناه من الثلاثي. ولو كان من الثلاثي لما قيل عور ولا حول، ولكان يقال (عار) و (حال)؛ فتنقلب الواو ألفا لحركتها وانفتاح ما قبلها. وقولهم (عور) و (حول) يدل على أن