فإذا أحضرت القداح، وحضر الأيسار أخذ كل منهم من القداح على قدره وقدرته وطاقته ورئاسته. فمنهم من لا يبلغ حاله أكثر من الفذ فأخذه له؛ فإن خاب غرم سهما ورأى ذلك سهلا؛ وإن فاز أخذ سهما ورأى ذلك كافيا [١٤٣/ب]. ومنهم من يأخذ المعلى ولا يبالي بما يغرم إن خاب، وينال النصيب الأوفر إن فاز. ومنهم من يأخذ المعلى وسهما أخر إن لم يحضر من يتمم السهام، فيأخذ ما فضل من القداح، ويقول للأيسار: قد تممتكم؛ وفي ذلك يقول متمم بن نويرة في أخيه مالك:
إذا حضر القوم القداح وأودقت .... لهم نار أيسار كفا من تضجعا
يقول: من تضجع من الفتيان ولم يأخذ ما بقي أخذ هو ما بقي حتى يتممهم. وقال الغنوي: