أي: كيف أشكو ما حل بي منك وأنا أنت، وأنت أنا؛ فإذا شكوتك فكأنما أشكو نفسي.
قال: ولو جعلت الألف واللام والفعل في هذه المسألة لـ (أنا) لقلت: أنا أنت الضاربك أنا، فـ (أنا) مبتدأ، و (أنت) مبتدأ ثان، و (الضاربك) مبتدأ ثالث، لأنه غير (أنت)، وفيه ضمير يعود على الألف واللام التي هي (أنا) في المعنى، ولم يبرز الضمير الذي في (الضاربك)، و (الضاربك) وخبره خبر (أنت)، و (أنت) وخبره خبر (أنا). هذا ما لغني من كلامه في هذه المسألة.
ومنها:
ما بالمدينة دار غير واحدة
دار الخليفة إلا دار مروانا [١٥٢/آ]
(دار) مبتدأ، و (بالمدينة) خبره مقدم عليه، و (غير) صفة له- أعني للمبتدأ- و (دار الخليفة) بدل منه، و (دار مروانا) بدل من (دار الخليفة). ويجوز رفع (دار الخليفة) على أنه خبر مبتدإ محذوف والتقدير: (هي دار الخليفة)، وتجعل (دار مروان) بدلا منها.