فهو سؤال من قطع بما حكاه، ولم يعرف وجها سواه. وهذا قول من لم يتقدم له بهذا العلم فضل دراية، ولا وقف على ما سطره فيه أولو النقل والرواية؛ إذ كان معظم النحويين قد أجمعوا على أن خبر (أن) في هذه المسألة ثابت غير محذوف.
فلو قلت: يسأل عن خبر (أن) لم حذف في هذه الآية على قول بعض النحويين= لأتيت بعذر مبين.
وللنحويين، في هذه الآية، أربعة أقوال:
الأول منها قول أبي العباس المبرد ومن تابعه، وهو: أن تجعل موضع (أنكم مخرجون) رفعا بالابتداء، و (إذا) ظرف زمان في موضع خبره، والجملة في موضع خبر (أن)؛ فيصير التقدير: أيعدكم أنكم إذا متم إخراجكم، كما تقول: أيعدكم أنكم يوم الجمعة إخراجكم، فيكزن (إخراجكم) مرفوعًا بالابتداء،