تقوم الساعة يومئذ يخسر المبطلون}. فقوله (يومئذ) بدل من قوله (يوم تقوم الساعة). ويحتاج في هذا القول إلى حذف شيء يتم به الكلام؛ لأنه لا يصح أن يبدل من (أن) إلا بعد تمامها وتكملتها من اسمها وخبرها.
وقد وجه أبو علي قول سيبويه في هذه الآية على وجهين، أحدهما: أن يكون قد حذف مضافا من (أن) الأولى تقديره: أيعدكم أن إخراجكم إذا متم، فيصح حينئذ أن يبدل (انكم مخرجون) من (أن) الأولى؛ لأنها قد تمت. وإنما احتاج إلى حذف هذا المضاف من جهة أن (إذا) ظرف زمان، وظروف الزمان لا تكون أخبارا عن الجثث. فإذا حملت وقوله:(أنكم إذا متم) على تأويل: أن إخراجكم إذا متم، تم الكلام وصارت إذا خبرا لـ (أن) على حد قولهم: الليلة الهلال، تريد: الليلة حدوث الهلال أو ظهوره، ولولا ذلك لم يجز لأن الهلال جثة والليلة ظرف زمان. ومثل الآية في حذف المضاف قوله عز وجل:{هل يسمعونكم إذ تدعون}