من (النهابر) و (النهابير)، وهي تلال الرمل المشرفة، فسميت المهالك نهابر من ذلك.
ولذلك قال عمرو بن العاص لعثمان بن عفان- رحمه الله-: (إنك ركبت بهذه الأمة نهابر من الأمور فتب عنها)، أراد: إنك ركبت بهذه الأمة أمورا شاقة مهلكة، بمنزلة من كلفهم ركوب التلال من الرمل؛ لأن المشي في الرمل يشق على من ركبه.
وقولك:(إن واحد النهابر نهبر وإن لم ينطق به) ليس بصحيح. بل الصحيح أن واحدها (نهبور) على ما ذكره أهل اللغة؛ لأنهم جعلوا النهابر التي هي المهالك مستعارة من النهابر التي هي الرمال المشرفة، وواحدها (نهبور).
وأسأت العبارة بقولك:(لا يعرف جهات حلها وحرمتها)، وكان الصواب أن تقول:(وحرمها)، لأنه يقال: حل وحلال، وحرم وحرام.
وأخطأت أيضا في تنظيرك نهاوش في كونها جمعا لواحد لم ينطق به، بقولهم: ملامح، وأباطيل، وكان حقك أن تنظرها بـ (عباديد) ونحوه مما لم ينطق له بواحد من لفظه ولا من غير