معنى فعل آخر إلا عند انقطاع الأسباب الموجبة لبقاء الشيء على أصله، كقوله عز وجل:} فليحذر الذين يخالفون عن أمره {، والشائع في الكلام: يخالفون أمره، فحمل على معنى: يخرجون عن أمره؛ لأن المخالفة خروج عن الطاعة، وكذلك قوله عز وجل:} وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له {، والشائع في الكلام: فاستمعوه، وإنما حمل على معنى: أنصتوا.
وأقول: إن حمل (فاستمعوا [١٧٣/ آ] له) ههنا على (أنصتوا) لا يحسن، لاسيما وقد قال بعد ذلك:(وأنصتوا)، وإنما المعنى: فاستمعوا له، أي: لما يقول، كما تقول، تكلم زيد فاستمعت له؛ لأن القرآن العزيز المخاطب الآمر الناهي المرشد المحذر. وقد قيل: إن الهاء في (له) تعود على النبي صلى الله عليه وسلم. وقيل: معنى (فاستمعوا له) فاعلموا به، كما تقول: قال فما استمعت له، أي: لم أحفل بقوله، ولم ألتفت إليه.