يستطيع المسلم أن يتزوج ويشتغل ويخوض غمرات الحياة ويجاهد ويناضل، ويكون مع ذلك زاهداً ويكون متعبداً ويكون عمله كله لله، وذلك بتصحيح النية.
بالنية يقدر المسلم أن يكون مع الله من غير أن يهجر الزوجة أو يترك العمل أو يعيش في صومعة منفردة أو مغارة منقطعة، وبالنية يكون طعامه وشرابه واستمتاعه بملذات الجسد عبادة كالصلاة والصيام، ويكون إنفاقه على زوجته وأولاده صدقة كالتصدق على الفقراء والمساكين.
فإذا نويت بالطعام التقوّي على طاعة الله، ونويت بالنكاح الاستعفاف عن الزنا، ونويت بالعمل الاستغناء عن الحرام، ونويت الصبر على كل مزعج في الحياة امتثالاً لأمر الله ورضا بقضائه، كان لك بكل ذلك حسنة.
النية روح العمل، والعمل بلا نية جسم بلا روح.
ولقد هاجر المسلمون الأولون من مكة فتكبدوا مشاقّ الرحلة