إن المسلمين اليوم في نكبات وفي أخطار، قد أحاط بهم أعداؤهم، يرسمون الخطط لحربهم وحرب دينهم، ويبذلون لذلك كرائم الأموال ويسخّرون لذلك أكابر المفكرين ويستعينون على ذلك بكل وسيلة. فما النجاة وأين الطريق؟
إن الجواب في التاريخ، فسائلوا صحائف التاريخ: ما الجواب؟
بل خذوا صفحة منه واحدة، فإن هذا الفصل القصير يضيق عن سرد الصحف الطِّوال. اذكروا يوم قامت أوربا كلها على ساقيها، فمشت إلينا بقضّها وقضيضها على اختلاف أجناسها ولغاتها، يحدوها التعصب الأعمى ويدفعها الحقد الذي يأكل الأكباد، وحطّت بثقلها على فلسطين، على هذه البقعة الضيقة من الوطن الإسلامي. من الذي وقف يومئذ في وجهها ونهض لردّها؟
إنه -يا سادة- البطل التركي المسلم نور الدين، والبطل الكردي المسلم الذي جاء من بعده، صلاح الدين. لقد وضع