احتفل العالم الإسلامي كله أول أمس بذكرى مولد سيد العالم وخاتم النبيين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. وهذا الاحتفال فرصة من فرص الدعوة إلى الإسلام والسعي في سبيل الإصلاح، تفيدنا فائدة كبيرة إذا نحن عرفنا طريق الاستفادة منها ولم نجعلها قاصرة على إقامة السرادقات الفخمة، وإيقاد آلاف من المصابيح الكهربائية، وإطلاق البارود في الجو، والاجتماع على ترتيل قصة المولد والتطريب فيها، وتلاوة الأغاني والأناشيد، وأكل الحلويات والأنقال، والتسلي واللهو والطرب وإضاعة الأموال بلا حساب.
وطريق الاستفادة منها أن يبحث الخاصّة من رجال وأولياء الأمر في مجالسهم واحتفالاتهم أدواء المسلمين اليوم، ويصوروها ويفتشوا عن أدويتها، وأن يضعوا خططاً جديدة للدعوة ومناهج للعمل المثمر، وأن تُشرَح السيرة النبوية للعامة في مجامعهم واحتفالاتهم وينبَّهوا إلى مواطن العبرة فيها؛ لأن ذلك هو المراد من الاحتفال بالمولد، لا سردَ الأخبار الموضوعة والعجائب