قلت إنها ظهرت فينا أفكار غريبة ما كنا نعرفها ونحن صغار، وسَرَت فينا كلمات جاءتنا على عهد الاستعمار، وردّدها ولا يزال يرددها مَن تخرجوا في مدارس المستعمرين وتربوا على أيديهم، وصدّق بها كثير من الناشئين وظنوها -لسكوتنا عن إنكارها- حقائق مسلَّمة.
من ذلك قولهم:«الدين لله والوطن للجميع»، وقولهم بفصل الدين عن السياسة، وتسميتهم العلماء برجال الدين. وأمثال ذلك من الكلمات التي قَبِلها قومٌ منا على أنها حقائق، وشكّ فيها قوم وسألوا عن صحتها. ولا يمكن الحكم عليها إلا بعد معرفة معنى كلمة «الدين».
إن الذين وضعوا هذه القواعد هم من النصارى، ونحن
(١) * نُشرت هذه المقالة في سلسلة «صور وخواطر» في جريدة «الشرق الأوسط» يوم الخميس ٢٨/ ١/١٩٨٨، ثم أصدرتها دار المنارة في رسالة مستقلّة كتب لها الشيخ رحمه الله مقدمة قصيرة لطيفة، فمن شاء قرأها فيها (مجاهد).