محاضرة أُلقيت ارتجالاً سنة ١٩٦٩، سُجِّلت وكُتبت نقلاً عن شريط تسجيل (١)
أنا أرتاد هذه المنابر من أربع وأربعين سنة حتى زعمتُ أنّي صرت من فرسانها ولم أعد أتهيبها، لكني أقف اليوم بينكم متهيباً!
قلت في محاضرة ماضية إنني وقعت في ورطة، أما الورطة الحقيقية فهي التي وقعت فيها اليوم؛ إذ فوجئت بحضور هذا الحشد من القادة الكبار والسادة الكرام، ووقفت هنا موقف الامتحان، وجاء هذا الأخ الكريم فمدحني قبل أن تسمعوا مني، فصرت كالتلميذ الذي مدحه أستاذه فقال: هاكم التلميذ النابه. ثم كان غير ذلك فكانت سقطته أشدّ، لأن مَن يسقط عن الكرسي ليس كمَن يسقط عن المنارة!
(١) ألقى علي الطنطاوي هذه المحاضرة أمام عدد كبير من ضباط الجيش الأردني، ثم نُشرت بعد نقلها من شريط تسجيل في عدد أيار ١٩٧١ من «المجلة العسكرية» التي تُصدرها مديرية التوجيه المعنوي في الجيش، وقد صدّرتها المجلة بكلمة قالت فيها: "كان فضيلة=