للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إنني والله في خجل أن أقدم لكم كلاماً وأنتم تقدمون دماء وأرواحاً؛ تجودون بالنفوس، والجود بالنفس أقصى غاية الجود. فما الذي أجود به عليكم؟ أدعوكم إلى البذل؟ لقد بذلتم وتبذلون. أعلّمكم فنون القتال؟ أنتم الذين تعلّمون الناسَ القتال.

لذلك أعترف بأني ما جئت لأقويّكم بل لأستمدّ القوة منكم، ما جئت لأعطيكم بل لآخذ منكم، ما جئت لأعلمكم ما تجهلون بل لأذكّركم بما تعلمون، ما جئت لأضع في نفوسكم بطولات ليست فيها، بل جئت لأثير البطولة التي وضعها الله في نفوسكم.

* * *


= الأستاذ علي الطنطاوي في زيارة عائلية إلى عمان قبل سنتين، فطلب إليه مدير التوجيه المعنوي أن يلقي محاضرة عن الإيمان والجيوش الإسلامية، فتكرم فضيلته بالحضور إلى نادي الضباط في الزرقاء، وقد غصّت قاعته الخارجية بأكثر من ألف ضابط من كبار ضباط الجيش العربي (الأردني). وكانت هذه المحاضرة التي ننشرها اليوم لما لها من أهمية. وقد نال إعجاب جميع الضباط وتقديرهم فناشدوه الاستمرار في الحديث، لكن عريف الندوة اعتذر عن فضيلة الأستاذ لأنه كان على سفر".
وقد أعاد جدي -رحمه الله- نشر جزء من هذه المحاضرة في مقدمته التي كتبها لكتاب «عبقرية خالد بن الوليد العسكرية»، الذي ألفه أحمد بك اللحّام وأعادت نشرَه من قريب «دار المنارة» التي نشرت كتب الشيخ كلها والتي تنشر اليوم هذا الكتاب (مجاهد).

<<  <   >  >>