حدثتكم في الأسبوع الماضي حديث تلك الأسرة الأميركية التي أصيبت رِجلُ ولدها بالمرض حتى قضى عليها الطبيب بالقَطع، وقلت لكم إنهم لما استشعروا العجز ولم تبقَ في أيديهم حيلة مدّوا أيديهم إلى الله يطلبون منه الشفاء وحده، يطلبونه بلا سبب يعرفونه لأنها قد تقطّعت بهم الأسباب. فلمّا دعوا نظروا فإذا الورم بدأ يخفّ والزرقة تمّحي والألم يتناقص، ثم لم يمضِ يومان حتى شفيت الرِّجْل تماماً، وجاء الطبيب فلم يكد يصدق ما يراه.
وأنا لا أقول: اتركوا المريض بلا دواء واسألوا الله له الشفاء. ولا أقول: دعوا النار تمشي في الدار، لا تصبّوا عليها دلوَ ماء واسألوا الله الإطفاء. ولا أقول: اقعدوا لا تطلبوا الرزق وانتظروا أن يهبط عليكم الذهب من السماء.
(١) * هذا هو حديث الاستسقاء الذي أذيع من إذاعة دمشق يوم الجمعة ٢١/ ١٠/١٩٦٠، وقد سبقه حديث وأعقبه حديث أشار إليهما جدي -رحمه الله- في ذكرياته المنشورة ونقل فقرات منهما (انظر الحلقة ١٥٧ في أول الجزء السادس)، أما هذا الحديث فلم يُنشَر منه قبل اليوم شيء قط (مجاهد).