للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الباب الذي لا يُغلَق في وجه سائل

نشرت سنة ١٩٨٧ (١)

أسرد عليكم قصة أسرة أميركية فيها ستة أولاد، أبوهم فلاح متين البناء قوي الجسد ماضي العزم وأمهم امرأة عاقلة مدبّرة حازمة، فتربى الأولاد على الصبر والاحتمال حتى صاروا رجالاً قبل أوان الرجولة.

وخرج الصغير يوماً يلعب، وكان في الثالثة عشرة، فقفز من فوق صخرة عالية قفزة وقع منها على ركبته، وأحس بألم فيها، ألم شديد لا يصبر عليه ولدٌ مثله، ولكنه احتمله وصبر عليه ولم يخبر به أحداً، وأصبح فغدا على مدرسته يمشي على رجله، والألم يزداد وهو يزداد صبراً عليه، حتى مضى يومان، فظهر الورم في


(١) * نُشرت هذه المقالة سنة ١٩٨٧ في سلسلة «صور وخواطر» التي بدأ جدي رحمه الله بنشرها في جريدة «الشرق الأوسط» بعد الفراغ من نشر ذكرياته فيها. على أن لها أصلاً أقدم من ذلك؛ فقد أذيع جزء منها من إذاعة دمشق في أحاديث الدعوة إلى الاستسقاء سنة ١٩٦٠، وخبرها في «الذكريات» (في أول الجزء السادس)، وبعضها أذيع من مكة بعد ذلك بنحو عشر سنين (مجاهد).

<<  <   >  >>