للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وهذا الذي أطلبه منكم أعلمُ أنه صعبٌ عليكم، لا يقدر عليه إلا مَن أمدّه الله بقوة من عنده. ونحن الآن في آخر الزمان، الذي خبّر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر.

والصبر على مثل جمر الدنيا أهون من الصبر على جمر الآخرة، واذكروا دائماً حديثاً من أحاديث رسول الله عليه الصلاة والسلام، أتمنى أن يكتبه كل واحد منا وأن يضعه أمامه على مكتبه، أو أن يعلقه في جدار مجلسه حتى يراه في صباحه ومسائه. يقول صلى الله عليه وسلم: «من طلب رضا الله بسَخَط الناس رضي عنه الله وأرضى عنه الناس، ومن طلب رضا الناس بسخط الله سخط عليه الله وأسخط عليه الناس» (١).

إن في هذه البقعة من الأرض دعوات كثيرات: دعوات يسارية، ودعوات قومية، ودعوات إلى حزبيات متعددة مختلفة، فدعوها كلها وتمسكوا بدعوة الإسلام.

أنا أضرب لكم مثلاً (٢): صحراء كبيرة يمر فيها طريق


(١) أخرج الألباني في السلسلة الصحيحة عن عائشة رضي الله عنها: «من أرضى الله بسخط الناس كفاه الله الناسَ، ومن أسخط الله برضا الناس وَكَلَه الله إلى الناس». وأخرج فيها عن عبد الله بن عباس: «من أسخط الله في رضا الناس سخِط الله عليه وأسخط عليه من أرضاه في سخطه، ومن أرضى اللهَ في سخط الناس رضيَ الله عنه وأرضى عنه مَن أسخطه في رضاه حتى يُزيّنه ويُزيّن قوله وعمله في عينه» (مجاهد).
(٢) انظروا أول كتابي «تعريف عام بدين الإسلام».

<<  <   >  >>