فجرّت قشة حتى وضعتها في مهب الريح فحملتها الريحُ مسافة خمسة أذرع، فقالت: لقد سيّرنا كوكباً وصرنا آلهة! وكفرت بذلك بعض سخيفات النمل كما كفر بالصاروخ بعض سخفاء البشر. أمّا أهل الفكر فإنهم يجدون في كل كشف جديد لبعض ما أودع الله في هذا الكون من أسرار دليلاً جديداً على وجود الله ووحدانيته، وأنه لا إله إلا هو.
إن الله قد أودع الكون هذه الأسرار لتكون داعية إلى الإيمان لا حافزاً إلى الكفر:{إنّ في خَلْقِ السَّماواتِ والأرْضِ واخْتِلافِ اللَيْلِ والنّهارِ لآياتٍ لأولي الألبَابِ، الذينَ يَذكُرونَ اللهَ قِياماً وقُعوداً وَعَلى جُنُوبِهِم، وَيَتفكّرونَ في خَلْقِ السّماواتِ والأرْضِ، رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً، سُبحانَكَ فَقِنَا عَذابَ النّار}.
فلا تغترّوا يا أيها الناس ولا تنسوا ربكم، فإن مُلك ربّنا أعظم مما يظن الجاهلون؛ إن ملك ربنا أكبر بكثير. لا إله إلا الله؛ ما قَدَروا الله حق قدره، سبحانه وتعالى عما يشركون!