والظروف التي يجازى بها أربعة [أيضًا]: أين وأنى ومتى وحيثما. فـ «أين» شرط في الأمكنة, مثل: أين تقم أقم. و «أنى» شرط في جهة, مثل: أنى تكن أكن. و «متى» شرط في الزمان, مثل: متى تصنع أصنع. و «حيثما» شرط مبهم في المكان, مثل: حينما تكن أكن. إلا أن «حيث» لا يجازى بها إلا مع «ما» لتكون قاطعة لها عن إضافتها. لأنها من ظروف المكان التي ألزمت الإضافة, وليست أين وأنى ومتى بمضافات, بل هي مفردات, فلذلك جوزي بها بـ «ما» وبغير «ما» , مثل: أين تكن أكن, وأينما تكن أكن, و [قال الله تعالى]: (أينما تكونوا يأت بكم الله جميعًا) , [و (أينما تكونوا يدرككم الموت)].
وإذ ما في قول سيبويه رحمه الله حرف. وفي قول غيره ظرف. وحجة سيبويه أنها لما ركبت مع «ما» وأخرجت عن معناها الذي كان لما مضى من الزمان, وصارت لما يستقبل من الزمان, جرت مجرى إن في الحرفية, فتقول: إذ ما تقم أقم, كما تقول: إن تقم أقم. وهي عند غيره ظرف منصوب بالفعل الأخير المجزوم بها.
فأما «إذا» فلا خلاف أنها ظرف على بابها. لأنها لم يتنقل معناها, لأنها موضوعة للزمان المستقبل, فلم يدخل عليها ما يخرجها عن أصلها. إلا أنه