قال الشيخ رحمه الله:«العامل هو ما عمل في غيره شيئًا من رفع, أو نصب, أو جر, أو جزم, على حسب اختلاف العوامل». وإنما كان كذلك لأن العامل لما وجد مؤثرًا في المعمول عملًا سمي عاملا. كما أن الفاعل لما وجد مؤثرًا في المفعول أثرًا سمي فاعلًا. ألا ترى أنك إذا قلت «قام زيد» , كان «قام» هو الرافع العامل للرفع. وإذا قلت «رأيت زيدًا» , كان «رأيت» هو الناصب العامل للنصب. وإذا قلت:«مررت بزيدٍ» , كانت الباء هي الجارة العاملة للجر. وإذا قلت:«لم يضرب» , كانت «لم» هي الجازمة العاملة للجزم.
فلذلك سميت العوامل عوامل. فلا تجد مرفوعًا إلا برافع, ولا منصوبًا إلا بناصب, ولا مجرورًا إلا بجار, ولا مجزومًا إلا بجازم. كما لا يكون محدث إلا بمحدث, ولا مؤثر إلا بمؤثر. فالله تعالى فاعل كل شيء وخالقه تعالى علوًا كبيرًا.
فإذا ثبت هذا فجملة العوامل أربعة أشياء. معنى, وفعل, وحرف, واسم. ثلاثة لفظية, وهي الأخيرة. وواحد معنوي وهو الأول. والمعنوي ضربان. أحدهما