[٦٢] / قال الشيخ رحمه الله: «الجزم ما جلبه عامل الجزم. وله علامتان, السكون والحذف. فأما السكون فيكون في الأفعال السالمة, مثل: لم يضرب, ولم يخرج. والحذف يكون في الأفعال المعتلة, وفي الأفعال التي علامة رفعها ثبات النون. مثاله: لم يدع, ولم يرم, ولم يخش, ولم تفعلي يا هند, ولم تفعلا يا هندان, ولم تفعلوا يا هؤلاء».
وجملة الأمر أن الجزم شيء يخص الأفعال, كما أن الجر شيء يختص بالأسماء. ولما كان الجر بجار جالب له وجب أن يكون الجزم بجازم جالب له. والجزم هو القطع. والقطع قطعان: قطع حركة, وقطع حرف. فقطع الحركة هو الأصل وهو يكون في الأفعال الصحيحة على ما مثلنا. وقطع الحرف يكون في حروف العلة - وهي الواو والياء والألف - والنون على ما مثل. لأن الجازم لما لم يجد حركة يزيلها أخذ من نفس الفعل. وهو عندهم مشبه بالدواء الداخل على الجسم, إن وجد فضلة أخذها وإلا أخذ من نفس الجسم. وكذلك الجازم لما لم يجد في حروف العلة حركة يأخذها أخذ نفس حرف العلة. فحذف الياء في «لم يرم» ونحوه, والواو في «لم يغز» ونحوه, والألف في «لم يخش» ونحوه. وفعل مثل ذلك فيما [هو] عوض من الضمة, وهي النون في «تفعلان» وأخواته, فأزالها وحذفها كما تحذف الضمة.