للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا زيد مكلمنا أمس. فمكلمنا نعت لزيد, ولا يجوز نصبه على الحال. فإن قلت: «مكلمنا غدًا» لم يكن نعتًا, وكان منصوبًا على الحال.

فاعرف الفرق بين اسم الفاعل إذا كان لما مضى وإذا كان للحال والاستقبال. فليس فيه إذا كان لما مضى إلا وجه واحد, وهو الإضافة. وإذا كان للحال والاستقبال فوجهان, التنوين تارة, والإضافة أخرى, على ما بيناه.

***

والربع من المجرورات مثل: حسن وجهٍ, وكريم أبٍ, وطاهر ذيل, وعفيف يدٍ, ونحوه من مجرورات المشبهة, وهي الصفات المشبهة بأسماء الفاعلين. فهذه ونحوها يجوز فيها أبدًا ثلاثة أوجه [من الإعراب] , الرفع, والنصب, والجر. مثال الرفع: هذا رجل عفيفة يده. فهذا مبتدأ, ورجل خبره, وعفيفة نعت للرجل, وقد جرى على غير من هوله وهو في الحقيقة لليد, ويده مرفوعة بعفيفة ارتفاع المرفوع المسبب بالصفة. والعائد من الصفة إلى الموصوف الهاء في «يده». فإن أسقطت الهاء من «يده» ومن «عفيفة» , ونسبت العفة إلى الرجل في الجملة قلت: هذا رجل عفيف يدًا, أو عفيف يدٍ, فأشعت العفة في جملته ثم بينها بعد ذلك بجارحة من جوارحه. وإذا أتيت بالهاء رفعت من أول وهلة, فقد قصرت العفة على الجارحه المذكورة. وكذلك: حسن وجهه,

<<  <  ج: ص:  >  >>