وأما قولنا:«فهذه من حيث وصفت ووصف بها, وصغرت, أشبهت الأسماء الظاهرة».
فإن مثال وصفك لما قولك: هذا الرجل قائم. فهذا مبتدأ, والرجل صفة, وقائم خبر الابتداء. ولا توصف أبدًا إلا بالأجناس أو ما تنزل منزلتها.
ومثال الصفة بها قولك: مررت بزيد هذا, ورأيت زيدًا هذا. وكذلك المؤنث هذه صفته.
ومثال تصغيرها أن تقول في تصغير «ذا»: ذيا. وفي تصغير «تا»: تيًا. وفي «ذان» و «تان»: ذيان وتيان. وفي «أولاء»: أوليا. فهذا تصغيره, وهو تصغير المبهمات.
ولما كان التصغير والوصف يدخلان عليها, والوصف للشيء والوصف به إنما هو من خواص الأسماء الظاهرة أشبهتها بهذه الأشياء.
وأما قولنا:«ومن حيث بنيت, واحتلفت صيغها, ولم يفارقها تعريف الإشارة أشبهت المضمرات فصارت بينهما».
فإن تفسير ذلك, أن هذه الأسماء التي للإشارة مبنية كلها, كما أن المضمرات مبنية كلها. وأن أسماء الإشارة مختلفة الصيغ, شيء للمذكر, وشيء للمؤنث, وشيء لتثنية المرفوع, وشيء لتثنية المنصوب والمجرور. كما أن المضمرات