والغالب على وزن الفعول أن لا يتعدى فعله, مثل: قعد قعودًا, ومضى مضيًا, وما أشبه ذلك.
ومتى كنيت عن ظرف الزمان والمكان وأنت تريد الظرفية أعدت فيه ذكر الجار, لأنه ليس في المضمر دلالة على الظرفية. فلذلك تقول: «قمت فيه» , وأنت تعني زمانًا, و «قمت فيه» , وأنت تعني [مكانًا] , خلقًا, أو أمامًا, لأن المضمر يرد الأشياء إلى أصولها, والأًل في الظرفين من الزمان واةلمكان أن يكونا متضمنين لـ «في» , لأن «في» حرف معناه الوعاء.
***
«والربع يذكر للبيان عن علة الفعل وعذره, مثل: جئته قضاء حقه, وكلمته طمعا في بره». فهذا هو المفعول له. «وشرطه أن يكون مصدرًا من غير لفظ الأول, مقدرًا باللام, عذرًا لفعلك, وجوابًا لقائل قال: لم فعلت».
وهذا كله موجود في قولك: «جئته قضاء حقه» , لأن القضاء مصدر ليس من لفظ «جئت». وتقديره باللام, أي لقضاء حقه. وهو عذر لمجيئك, [٥٣] لأنك لم تجيء إلا لقضاء الحق. وهو جواب القائل قال: / لم جئت؟ . فقلت: قضاء حقه. وكذلك «كلمته طمعًا في بره» , الشرائط الخمس موجودة.
وكذلك كل مفعول له كان مصدرا مثل قوله تعالى: (يجعلون أصابهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت) , فحذر الموت مصدر فيه الشرائط كلها.