للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأن أصلها: مهما يكن من شيء فزيد قائم, فنابت «اما» مناب فعل الشرط واسمه, وتقدم الاسم المبتدأ الذي كان بعد الفاء فصار قبل الفاء, بينها وبين «أما» , لئلا يجمع بين حرفين. وبقي الخبر مرفوعًا على حاله بعد الفاء. ولهذا لا يفصل بين «أما» وجوابها مجملة تامة إنما يفصل بمفرد, إما مبتدأ, وإما ظرف, وإما مفعول به. وإما بجملة ناقصة تقوم مقام المفرد. مثال المبتدأ قد ذكر. ومثال الظرف: أما في الدار فزيد, وأما في السوق فعمرو. ومثال المفعول به: أما زيدًا فضربت, وأما عمرًا فتركت. ومثال الجملة الناقصة: أما إن كان كذا وكذا فسيكون كذا, والجملة الشرطية ناقصة لافتقارها إلى جواب, فجاز أن يفصل بها بين «أما» وجوابها. قال الله سبحانه: (فأما إن كان من المقربين, فروح وريحان وجنة نعيم, وأما إن كان من أصحاب اليمين, فسلام لك من أصحاب اليمين). هكذا رتبة الثلاثة, وفي الكلام بخلاف هذا. فالفاء جواب «أما» , وقد سد جواب «أما» بطول الكلام مسد جواب الشرط, إذ كان معك شيئان محتاجان إلى جواب. فاعرف ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>