الجنتين آتت أكلها) , فأفرد الخبر بقوله «آتت» , ولو كان مثنى لقال «آتنا». ومن أدل الدليل على كونهما مفردين إضافتهما إلى ضمير الاثنين, فلو كانا مثنيين وقد أضفتهما إلى ضمير الاثنين لكنت قد أضفت الشيء إلى نفسه, وإضافة الشيء إلى نفسه لا تجوز, كما لا تجوز: اثناهما, ولا اثنتاهما. ومن الدليل على إفرادهما قول الشاعر:
كلا يومي أمامة يوم صد ... وإن كانت زيارتها لماما
فأخبر عن «كلا» بيوم مفرد.
[وقال غيره:
كلا يومي طوالة وصل أروى ... ظنون, آن مطرح الظنون]
فإن قيل: فإذا كان مفردين فلم قلبت ألفهما في حال النصب في قولك: رأيت الرجلين كليهما, والمرأتين كلتيهما, وجاءني الرجلان كلاهما, والمرأتان كلتاهما؟ .
فقل: إنما ذلك من قبل أنهما لزما الإضافة ولم تفارقهما, فأشبها «إلى» و «لدى» , إذا كانا مع الظاهر كانا بالألف, وإذا كانا مع الضمير كانا بالياء, مثل: جئت إلى زيد, وإليك. وكذلك كلا وكلتا متى أضيفتا إلى ظاهر لم