وهذه المرحلة تأتي بعد مشوار طويل من التحقق والرجوع والتأصيل والنظر، فإذا ثبت أن الأمر المنقول كان خطأ فإنه يجب تصحيحه بالطرق الشرعية، وتنحصر هذه المرحلة في ضرورة الوصول للمخالف وتصحيح الأمر إلى الصواب سواء بطريق مباشر أو غير مباشر، ولنعلم أن صاحب هذا الخطأ يعد مخالفاً وإن كان الخلاف يسيرا، فإننا نتكلم عن مبادئ وبالتالي دخلنا في دائرة الخلاف سواء كان الخلاف سائغاً أو غير سائغ , وينتقل الأمر إلى مواجه تتطلب آداباً سيأتي ذكرها لاحقاً بمشيئة الله تعالى.
وقبل الشروع في الحديث عن الخلاف أود الإشارة إلى أنني تركت التقسيمات والتنويعات سواء للأخطاء أو للخلاف فإن الأخطاء فيها ما هو كبير جداً يدخل في المعتقدات، ومنها ما يدخل في العبادة والسلوك وما إلى ذلك.
وكذلك الخلاف منه ما هو سائغ كالخلاف بين المذاهب السنية في مسألة فرعية في الفقه مثلاً، ومن الخلاف ما هو غير سائغ بل محرم كخلاف الكفار والمبتدعة ونحو ذلك (١) .