خاصة في سن الشباب الذي ما بين العشرين إلى الثلاثين. فتجد الشباب يندفع بعاطفته الجياشة وكلامه الناري , مستخدماً العبارات الثقيلة التي تجنح به عن قبول الحق , لأنه لم يتدبر فيه بعقله بل بعاطفته.
ونحن نريد عاطفة الشباب, وعقول الشيوخ , لأن عاطفة الشيوخ بعقول الشباب تموت , فلا ترى فيها من يأمر , أو ينهى أو يدعو إلا من رحم الله.
فمثلاً: يخطئ بعض الناس في محاضرة ما في الحكم على حديث , فيقول أحد الشباب: لماذا يقول بأن هذا الحديث صحيح , وهو ضعيف , فهذا يدل على عدم معرفته بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم , وهجره للسنة , وعدم اهتمامه بالأثر الشريف.
وهذا حماس وعاطفة لا داعي لها. بل الواجب: أن يبين بأنه قد أخطأ في الحديث , عارضاً وجهة نظره بحب وود وهدوء.
بل يقع أكبر من ذلك في مسائل عقدية بسبب الحماس المندفع وغير المؤهل شرعاً، والعقل يأتي تبعاً للشرع لأن الإسلام - ولله الحمد - جاء لأهل العقول، فإن المجنون مرفوع عنه القلم والتكاليف، قال تعالى:{وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} العنكبوت (٤٣) .