للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثانياً - البغي والعدوان

البغي بغير علم وبغير هدي, فإنك تجد بعض الناس يحب أن يبغي على الآخرين, لأن من طبيعته العدوان, فهو كبعض الحيات التي تحتوي على السم, فإذا لم تلدغ في السنة مرة ماتت. فتجد بعض الناس كهذه الفصيلة مع الآخرين.

فهو كما يقول زهير بن أبي سلمى:

ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه ... يُهدَّم ومن لا يظلم الناس يُظلمِ

وهذا البيت أوله صواب, ولكن آخره خطأ؛ لأنه يدعو إلى الظلم والعدوان.

والذي يخالف دائماً بهوى, وبدون حق يبغضه الخالق. والذي يحب أن يخالف بحق فله مكانته ورأيه.

قال سبحانه وتعالى: {وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ} آل عمران (١٩) .

وقال سبحانه: {جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ} البقرة (٨٩)

فاليهود يشهدون أن محمدا - عليه الصلاة والسلام - رسول من عند الله، فلما جاءهم بالعلم كفروا بغياً وعدواناً.

<<  <   >  >>