فبعض الناس ضيق الأفق , لا يتسع صدره للمحاورة ولا للنقاش, فهو يغلق عليك الطريق منذ أول وهلة مقرراً رأيه ومسفها لما سواه.
يقول الله سبحانه وتعالى:{وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} التوبة (٦) ، أي: اتركه حتى يسمع النور , واتركه حتى يسمع الوحي , واجعل له فرصة حتى يظهر لك ما في صدره.
ولا يفوتنا هنا: قصة «عتبة بن ربيعة وهو من رؤساء الشرك في قريش, عندما ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليحاوره , فتركه صلى الله عليه وسلم حتى انتهى وفرغ من قوله وهو يعلم أنه باطل وإفك وزور.
ثم قال صلى الله عليه وسلم: أفرغت يا أبا الوليد» .
وكأنه صلى الله عليه وسلم مستعد لسماع محاضرة ودرس أطول من هذا المشرك.
لأنه صلى الله عليه وسلم يريد هداية الناس، فلا بد أن يسمع منهم ليعرف عللهم فيعالجهم بموجبها.
فما بالك إذا كان المحاور لك أخا من إخوانك المؤمنين؟ أفلا يكون أحق بالسماع من ذلك المشرك؟