فإن بعض الناس عنده فساد في تصور الأمور وإدراكها, فمثلاً: هو يجعل الصغائر من المعاصي كبائر.
فإسبال الثياب مثلاً يعدها بعض العلماء كبائر لقوله صلى الله عليه وسلم:«ما أسفل من الكعبين من الإزار في النار»(١) , لكنها ليست من الموبقات السبع التي عدها صلى الله عليه وسلم , ثم إن صاحبها لا يكفر بها , فتجد بعض الناس يكبر هذه المسألة , ويضخمها لفساد تصوره , وينسى غيرها مما هو أهم منها , كمسائل العقيدة وأمور التوحيد , وإن كان الإسبال محرماً شرعاً.
أو أنه يحمل الآيات والنصوص على غير محملها كما فعل الخوارج , فهم يحملون آيات الكفار على المؤمنين فيستحلون دماء المسلمين عياذاً بالله.
وأما أهل السنة فإنهم يحملون آيات الكفار على الكفار وآيات المؤمنين على المؤمنين، وينزلون الأمور منزلها الشرعي من غير إفراط ولا تفريط ومن غير غلو ولا جفاء.
(١) رواه البخاري (٥٨٨٧) ، انظر كتاب الجمع بين الصحيحين للموصلي تحقيق د. علي حسين البواب ج٢ ص٣٤٧.