وهذه المسألة طامة كبرى وورطة عظيمة، وذلك لأن صاحب الهوى صعب الاقتناع، شديد الدفاع، وقليل من أتباع الهوى من يعودون إلى الجادة إلا من رحم ربك. واتباع الهوى على صنفين:
أما الصنف الأول: فهم الكفرة المردة الجحدة الذين قال الله تعالى فيهم: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ} البقرة (٨٩) .
والآيات والأحاديث في هذا السياق والدلالة كثيرة جدًّا، والمقصود هو إيصال المراد وتوضيح المسألة.
أما الصنف الثاني: فهم المبتدعة المنحرفة عن طريق السلف وفهمهم في تطبيق السنة , فهؤلاء ابتدعوا في دين الله - تعالى - ما لم يأذن به الله ولم يأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنشئوا طقوساً ومراسيم واحتفالات وهيئات ما أنزل الله بها من سلطان، بحجة التقدير والتوقير، وربما الحب الظاهر دون اتباع ولا دليل ولا برهان، وإذا أتيت تحاور الشخص منهم كأنك اعتديت على أمر مسلّم بصحته وسنيته ودليله.