للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وشقَّت الصمتَ والأنسامُ تحملها ... تحت السكينة من دارٍ إلى دارِ

فالمقصود: أن الحسد يحمل بعض الناس إلى أن يخالف غيره, ولو كان الحق مع المخالف. وهذا مذهب بني إسرائيل, والعياذ بالله , فهم يحسدون الناس كما قال سبحانه وتعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا} النساء (٥٤) .

وبنو الإسلام يقع فيهم الحسد كما يقع في غيرهم , ولو كانوا مؤمنين.

وكثيرًا ما يقع الحسد بين الأقران:

إن العرانيين تلقاها محسدةً ... ولا ترى لِلِئام الناس حُسَّادا

وكتب ابن الوزير العالم اليمني لعمه رسالةً يشكو فيها من حسد الأقران، فرد عليه عمُّه وقال:

وشكوت من ظلم الوشاة ولن تجد ... ذا سؤددٍ إلا أصيب بحسَّدِ

لا زلت يا ابن الكرام محسَّدًا ... والتافه المسكين غير محسَّدِ

وقيل للحسن البصري: أيحسد المؤمن؟

قال: ويلك!! أنسيت قصة أبناء يعقوب لما حسدوا يوسف عليه السلام؟

قال: فماذا أفعل؟

قال: إذا حسدت فلا تبغ.

<<  <   >  >>