والصواب فيها - إن شاء الله - أن أهل البدع ليسوا على شاكلة واحدة، فمنهم الذي اجتهد عن حسن نية في اختياراته وترجيحاته, ويظن أنه على منهج أهل السنة , ولكنه ضل الطريق لحكمة إلهية. فهذا نعذره ونبين خطأه مع ذكر محاسنه كالحافظ ابن حجر , والنووي والقاضي عياض ونحوهم.
وآخرون استمرؤوا البدع ونابذوا أهل السنة عن علم , وعن بغي وعدوان.
فهؤلاء لا نذكر محاسنهم أبداً , لأن في ذلك تلبيساً على المسلمين , بل نحذر منهم ونفضحهم. وهذا كحال الجعد بن درهم , والجهم بن صفوان , والعلاف , والنظام , وغيرهم من دعاة البدعة ورءوسها , قديماً ومن سار على دربهم حديثاً.
أما من يستخدم هذا المنهج الأخير مع دعاة الإسلام , وأهل الفضل , فهو خاطئ:
أقلوا عليهم لا أبا لأبيكمو ... من اللوم أو سدوا المكان الذي سدّوا