للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقول ابن خلدون: " ثُمَّ اقتفى التابعون من السلف رسمهم فيها (أي المصاحف) تبركاً بما رسمه أصحاب رَسُول الله (- صلى الله عليه وسلم -) وخير الخلق من بعده، المتلقون لوحيه من كلام الله تعَاَلىَ وكلامه ... " ((١)) .

ثُمَّ يذكر بعض ما يتعلق بعلاقة الرسم الَقُرْآني بأداء المعنى استناداً للخط فيقول ناقلاً: " ويقولون في مثل زيادة الألف في (لا أذبحنه) ((٢)) أنه نبع على أن الذبح لم يقع. وفي زيادة الياء في (بأييد) ((٣)) أنه تنبيه على كمال القدرة الربانية وأمثال ذلك " ((٤)) .

وقد ذكر القدماء أن من صور اختلاف الرسم ما يكون لاختلاف المعنى ((٥)) ، وكان ممن أولع بذلك المراكشي ـ على ما نقله القسطلاني رَحِمَه الله ـ ((٦)) . ونحن في هذا المطلب سنحاول أن نعلل تعليلاً معنوياً بعض صور الرسم في سُوْرَة الْقَصَصِ لأننا نعد ذلك ذا فائدة في إيضاح بعض معاني هذا السورة.

ونحن نجد من صور رسم المصحف في هذه السورة:

١. ءايت:

إذ رسمت الهمزة مستقلة وحذفت الألف بعد الياء. ولعل ذلك يَدُلُّ على كمال الجمع في كون تقديم الهمزة مشعر بذلك.

٢. يستحي:

إذ رسمت بياء واحدة، وكان حقها أن ترسم بيائين، ولعل ذلك يَدُلُّ على شدة المبالغة في الإبقاء على النساء دون الرجال.

٣. ءَاَلُ:


(١) مقدمة ابن خلدون. عَبْد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن خلدون الحضرمي. ت ٨٠٨ هـ. دار القلم. بيروت. ط٥. ١٩٨٤ م: ص ٧٥٧ و ٧٩١.
(٢) سُوْرَة النَّمْلِ: الآية ٢١.
(٣) سُوْرَة الذَّارِيَاتِ: الآية ٤٧.
(٤) المصدر نفسه: ص ٧٥٨.
(٥) ينظر رسم المصحف: ٢٢٣.
(٦) لطائف الإشارات لفنون القراءات. للإمام شهاب الدِّيْن أبو العباس أحمد بن مُحَمَّد القسطلاني. ٨٥١ هـ ـ ت ٩٢٣ هـ. تحقيق: عامر السيد عثمان. د. عَبْد الصبور شاهين. طبع المجلس العلمي للشؤون الإسلامية. القاهرة. ١٩٧٢ م: ٢٨٣ –٢٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>