للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفصل السادس: عودة سيدنا موسى (- عليه السلام -) إلى مصر]

[المبحث الأول: بعثة سيدنا موسى (- عليه السلام -)]

المطلب الأول: سيدنا موسى (- عليه السلام -) يرى ناراً في جانب الطور

{فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنْ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ} (١) .

المناسبة

بينت الآيات التي سبقت هذه الآيات الاتفاق الذي حصل بين سيدنا موسى

(- عليه السلام -) ، وشعيب على الإجارة والنكاح، وحدد سيدنا شعيب المدة بثماني سنوات، فإن أتم العشرة فهو فضل من عند موسى {قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلاَ عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ} ((٢)) ، فلما كان من المعلوم أن التقدير فلما التزم موسى (- عليه السلام -) بما اتفقا عليه، زوجه ابنته كما شرط، واستمر عنده حتى قضى ما عليه بنى عليها {فَلَمَّا قَضَى} ، أي: وفى وأتم موسى الإجارة، أي: الأوفى وهو العشر، فقد ورد أنه قضى من الأجلين أوفاهما، وتزوج من المرأتين صفارهما ((٣)) . والظاهر أنه مكث عنده بعد الإجارة أيضاً مدة لأنه عطف بالواو لقوله {وَسَارَ} ولم يجعله جواباً للما ((٤)) ، فنلاحظ الترابط الواضح بين هذه الآيات والتي قبلها، وكذلك نلاحظ الاختصار الشديد غير المخل بالعبارات، إذ أغنت كلمات عن جمل، فأغنت {فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ} عن كلمات كثيرة، أبهم بعضها القرآن كما هو الحال في كثير من المبهمات التي جاءت في سُوْرَة الْقَصَصِ، كاسم التي تزوجها موسى، واسم أخته، وأمه، وعن نوع المواشي التي سقاها موسى


(١) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٢٩.
(٢) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٢٨.
(٣) أخرجه البزار: ٢٢٤٤. والطبراني في الصغير: ٨١٥، والأوسط كما في مجمع الزوائد: ٧/ ٨٨ من حديث أبي ذر، وضعف الهيثمي إسناد البزار وحسن إسناد الصغير والأوسط
(٤) ينظر نظم الدرر: ٥/ ٤٨٢- ٤٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>