العودة للأرض التي أخرج منها رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) .
إن الهدى والضلال علمها عند الله سبحانه وتعالى.
وبذلك تتضح مقومات شخصية رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) ، وكذلك الأمر في قوله تعالى مخاطباً رسوله (- صلى الله عليه وسلم -) : {وَمَا كُنتَ تَرْجُو أَن يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلاَّ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِّلْكَافِرِينَ}((١)) ، فهي آية دالة على أن الله يصطفي من رسله من يشاء عن غير استعداد نفسي منهم كما يقول بعض الفلاسفة والعقلانيين والملاحدة الذين جعلوا الرسالة اصطفاء عقلياً فبان بذلك فضل رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) .
وكذلك قوله تعالى لرسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) آمراً فإن المأمور من الله تعالى مستلزم لشرفه وفضله (تَكُونَنَّ)(لا يصدنك)(ادع)(لا تدع) فكلها أشرف خطاب لأشرف الرسل عليهم وعليه أفضل الصلاة والسلام.
وبذلك كله يمكن أن تصور رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) على ما أسلفنا.
المطلب الخامس: المناسبة بين رسالة الرسول مُحَمَّد (- صلى الله عليه وسلم -) ورسالة سيدنا موسى (- عليه السلام -) كما جاءت في سُوْرَة الْقَصَصِ