للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثانياً. يمكن أن نستدل من هذه الآية على أن النصر هو للإسلام وللقرآن، مهما كثر أعداؤهما وأنها أحد المبشرات بانتصار الإسلام والمسلمين، فالذي أنزل القرآن ونصر الإسلام والمسلمين في الجيل الأول سينصر دينه وجنده على أعداءه في كلّ زمان ومكان.

ولكن النصر مشروط باتباع الهدى {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ

أَقْدَامَكُمْ} ((١)) .

[المطلب الثاني: عدم جواز مظاهرة الكافرين]

{وَمَا كُنتَ تَرْجُوا أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلاَ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ} ((٢)) .

المناسبة

بعد قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ} ، وما عطف عليها وما تخلل بينها مما اقتضى جميعه الوعد بنصره وظهور أمره وفوزه في الدنيا والآخرة، وأنه جاء من الله إلى قوم في ضلال مبين، وأن الذي رحمه فأتاه الكتاب على غير ترقب منه لا يجعل أمره سدى، فأعقب ذلك بتحذيره من أذى مظاهرة المشركين " ((٣)) .

تحليل الألفاظ

{ظَهِيرًا} :

" استظهر به أي استعان، وظهرت عليه أعنته، وظهر عليّ أعانني وكلاهما عن ثعلب. وتظاهر فلان فلاناً عاونه، والمظاهرة المعاونة، والظهير العون الواحد والجمع في ذلك، وإنما يجمع ظهير لأن فعيلاً وفعولاً قد يستوي فيه المذكر والجمع " ((٤)) .

القراءات القرآنية

١. {فَلاَ تَكُونَنَّ} :

قرأ ابن مسعود (فلا تجعلنَّ) ((٥)) .

٢. {لِلْكَافِرِينَ} :

قرأ كلّ من أبي عمرو، وورش بالإمالة ((٦)) .

القضايا البلاغية


(١) سُوْرَة مُحَمَّد (- صلى الله عليه وسلم -) : الآية ٧.
(٢) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٨٦.
(٣) التحرير والتنوير: ٢٠ /١٩٥.
(٤) لِسَان العَرَب: مَادة (ظهر) ٤/ ٢٥٢.
(٥) مختصر شواذ القراءات: ص ١١٣.
(٦) غيث النفع: ص ٣١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>