للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهكذا تتضح قيمة التربية الإلهية، والإرشاد السلوكي في الجمع الذي تقدم ذكره قي قوله تعالى حاكياً عن بعض قوم موسى في مخاطبتهم لقرون: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} ((١)) ، فهذه الآية تدلّ في قيمتها التربوية التي تحملها على أن هناك عدة أمور يجب التنبه لها في التربية الإيمانية:

ابتغاء وجه الله عَزَّ وجَلَّ.

تذكر الدار الآخرة.

عدم نسيان نصيب الحياة الدنيا.

الإحسان، وهو أحد أعظم المراتب المعرفية التربوية السلوكية.

الابتعاد عن الفساد، لأنه خلاف أوامر الله عَزَّ وجَلَّ.

وفي ذلك يقول الله عَزَّ وجَلَّ في سُوْرَة الْقَصَصِ واصفاً الدار الآخرة: {تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ} ((٢)) ، ثُمَّ أعقبها بقوله:

{وَلاَ فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} .

بمعنى تربوي أن الذين يأخذون العلو في الأرض بعيداً عن الفساد يأخذون بفضل الله عَزَّ وجَلَّ ورحمته الدار الآخرة.

وبذلك تستقيم الحياة الدنيا بالآخرة في القيم التربوية، وفي الإرشاد التربوي السلوكي في سُوْرَة الْقَصَصِ.

[المطلب الخامس: النظرة القرآنية لليهود في سورة القصص]

تعد الشخصية اليهودية الإسرائيلية نسباً، من الشخصيات المحورية المعقدة كل التعقيد في القرآن الكريم، ذلك أن السمات العامة لهذه الشخصية في مجمل آيات القرآن الكريم على ما لاحظناه تتجسد في انهماكها في:

الكفر والشرك والإلحاد والاستهزاء الديني.

المال والبيع والشراء والاقتصاد والتجارة.

الانغماس في اللذات والأخذ بالدنيا.


(١) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٧٧.
(٢) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>