للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحدهما ـ فرض عليك العمل بالقرآن، قاله عطاء بن أبي رياح، وابن قتيبة.

الثاني ـ أعطاك القرآن، قاله مجاهد.

الثالث ـ أنزل عليك القرآن، قاله مقاتل، والفراء ((١)) .

{لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ}

نقل الماوردي فيها خمسة أوجه:

أحدهما ـ إلى مكة، قاله مجاهد، والضحاك، وابن جبير، والسدي.

الثاني ـ إلى بيت المقدس، قاله نعيم القارئ.

الثالث ـ إلى الموت، قاله ابن عباس، وعكرمة.

الرابع ـ إلى يوم القيامة، قاله الحسن.

الخامس ـ إلى الجنة، قاله أبو سعيد الخدري ((٢)) .

وقال الشيخ زاده: إن (معاد) هاهنا بمعنى المصير والمنقلب، لا بمعنى المتبادر منه وهو المكان الذي يكون المرء مدة فيه، ثُمَّ يرجع إليه بعد أن فرق عنه، لأنه (- صلى الله عليه وسلم -) لم يكن في ذلك المقام مدة حتَّى يعود إليه ((٣)) .

والذي أراه هاهنا أن المقصود بالمعاد (مكة المكرمة) لأن سياق الآية، وما ورد في ذلك من الآراء يعضد الرأي القائل بذلك.

{قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ}

قال الرازي: " ووجه تعلقه بما قبله أن الله تعالى لما وعد رسوله (- صلى الله عليه وسلم -) الرد إلى معاد قال: {قُلْ} للمشركين {رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى} يعني: نفسه وما يستحقه من الثواب في المعاد والاعتزاز بالإعادة إلى مكة {وَمَنْ هُوَ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ} يعنيهم وما يستحقون من العقاب في معادهم ((٤)) .

ما يستفاد من النصّ

أولاً. دلت الآية على معجزة من معجزات الَقُرْآن، وهي إخباره عن الغيب باعتبار ما سيكون. وهي البشرى بدخول مكة، وذلك في وقت كان يتم فيه استضعاف المسلمين.


(١) زَاد المَسِيْر: ٦ /٢٥٠.
(٢) النُّكَت والعُيون: ٣ /٢٤١.
(٣) حاشية الشيخ زاده: ٣ /٥٢٤.
(٤) مفاتيح الغيب: ١٣ /٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>