للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لبنات شعيب، وكذلك أبهم الأجل الذي قضاه موسى أولاً لعدم أهمية المبهم في المعنى بشيء، وليبتعد القرآن عن السرد القصصي الممل الذي يقصه القصاصون، وكذلك ليحفز العقل البشري على التفكير في هذا المبهم بواسطة القرائن الواردة في النصّ القرآني، وليجعل النصّ متحركاً غير جامد، قابلاً للتطبيق في كلّ زمان ومكان.

تحليل الألفاظ

١. {آنَسَ} :

" آنس الشيء أحَسَّه وآنَسَ الشَّخص واستأنسه وأبْصَرَه ونَظَر إليه. وقال ابن الأعرابي: آنِسْتُ بفلان، أي: فَرِحْت به وآنَسْت فَزَعاً وآنَسْته إذا أحْسَسْتُه ووجدته في نفسك. وفي التنزيل: {آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا} يعني: موسى أبصر ناراً، وهو الإيناس" ((١)) .

وقال الزمخشري: " الإيناس: الإبصار البين الذي لا شبهة فيه، ومنه إنسان العين، لأنه يتبين به الشيء، والإنس لظهورهم. وقيل: هو أبصار ما يؤنس به " ((٢)) .

٢. {الطُّورِ} :

ذكر أبو السعود أن " الطور بالسريانية الجبل، والمراد به طور سينين، وهو جبل بمدين سمع فيه موسى كلام الله تعالى " ((٣)) .

٣. {امْكُثُوا} :

" المُكْث الأناة واللَّبْثُ والانتظار، مَكَثَ يَمْكُث ومَكَث مَكْثاً ومُكْثاً مُكُوثاً ومَكُوثاُ ومَكَاثة. والمُكْث: الإقامة مع الانتظار، والتلبث في المكان " ((٤)) .

٤. {جَذْوَةٍ} :

" الجَذْوَة والجِذْوَة والجُذْوة: القبة من النار. وقيل: هي الجمرة والجمع جِذاً وجُذاً. وحكى الفارسي جِذاء ممدودة. وقال أبو عبيدة: الجِذْوَة مثل الجِذْمة وهي القطعة الغليظة من الخشب ليس فيها لهب " ((٥)) .

٥. {تَصْطَلُونَ} :


(١) لِسَان العَرَب: مَادة (أنس) ٦/١٥.
(٢) الكشاف: ٢/ ٥٣١.
(٣) إرْشَاد العَقل السَّلِيم: ٨/ ١٤٦.
(٤) لِسَان العَرَب: مَادة (مكث) ٢/ ١٩١.
(٥) لِسَان العَرَب: مَادة (جذذ) ١٤/ ١٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>