للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهكذا فإن سورة القصص تجسد النظرة القرآنية للإنسان في إيجاز يجمع ما تفرق في كثير من سوره وآياته الشريفة، ذلك أن سورة القصص تحمل في مضمونها العام النزوع الإنساني نحو الإيمان بالله جلَّ جلاله، والثقة بنصره، والتحذير من نسيان اليوم الآخر ((١)) .

وسورة القصص في مضامينها الإنسانية تحمل الدواعي الذاتية للتوجه نحو الله عزَّ وجلَّ من خلال استلهام الإنسان لمعنى إنسانيته التي سبقت علم النفس اليوم، ومعنى وجوده، ومعنى تكوينه على الأرض منذ آدم (- عليه السلام -) إلى يوم القيامة، وهو الأمر الذي تكفلت سورة القصص بإبرازه.

إن سورة القصص تبدأ بالإنسان وتنتهي بالإنسان، وما بين ذلك علاقة الإنسان بالله عزَّ وجلَّ وبالرسل ـ عليهم الصلاة والسلام ـ وبالمجتمع الإنساني المحيط به، فسورة القصص تذكر ضمن الإطار الإنساني في نظرتها الإلهية:

التلاوة للمؤمنين بما يراعي الضعف وفق أساس فكري. {نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} ((٢)) .

الضعف الإنساني. {يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ} ((٣)) .

المن الإلهي على الإنسان. {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا} ((٤)) .

تحذير الإنسان من تجاوزه في الظلم. {وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ} ((٥)) .


(١) ينظر الصورة الَقُرْآنيّة للإنسان. عَبْد الله مُحَمَّد. الطبعة الأولى. دار الهدى الإسلامي. بيروت، لبنان. ١٩٩٢ م: ص ٢٣٠ – ٢٣١.
(٢) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٣.
(٣) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٤.
(٤) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٥.
(٥) سُوْرَة الْقَصَصِ: الآية ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>