الرابع ـ قال الضحاك: طغى عليهم واستطال، فلم يوفقهم في أمر.
الخامس ـ قال ابن عباس: تجبر وتكبر عليهم وسخط عليهم.
السادس ـ قال شهر بن حوشب: بغيه عليهم إنه زاد عليهم في الثياب شبراً، وهذا يعود إلى التكبر.
السابع ـ أخرج ابن أبي شيبة في المصنف، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه، وابن مردويه عن ابن عباس (- رضي الله عنه -) قال: " كان ابن عمه، وكان يبتغي العلم حتَّى جمع علماً، فلم يزل في أمره ذلك حتَّى أبقى على موسى (- عليه السلام -) وحده، وقال له موسى (- عليه السلام -) : إن الله أمرني أن آخذ الزكاة فآبي، فقال: إن موسى (- عليه السلام -) يريد أن يأكل أموالكم جاءكم بالصلاة وجاءكم بأشياء فاحتملتموها، فتحملوه إن تعطوه أموالكم؟ قالوا: لا نحتمل، فما ترى؟ فقال لهم: أرى أن أرسل إلى بغي من بغايا بني إسرائيل فنرسلها إليه فترميه بأنه أرادها على نفسها، فأرسلوا إليها فقالوا لها: نعطيك حكمك على أن تشهدي على موسى (- عليه السلام -) إنه فجر بك، قالت: نعم، فجاء قارون إلى موسى (- عليه السلام -) ، قال: اجمع بني إسرائيل فأخبرهم بما أمرك ربك، قال: نعم، فجمعهم، فقالوا له: بم أمرك ربك؟ قال: أمرني ربي أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، وأن تصلوا الرحم كذا وكذا، وقد أمرني في الزاني إذا زنى وقد أحصن بالرجم قالوا: وإن كنت أنت؟ قال: نعم، قالوا: فإنك قد زنيت، قال: أنا، فأرسلوا إلى المرأة فجاءت فقالوا: ما تشهدين على موسى (- عليه السلام -) ؟ فقال لها موسى (- عليه السلام -) : أشهدك بالله آلا ما صدقت؟ قالت: آما إذ أنشدتني بالله، فإنهم دعوني وجعلوا لي جعلاً على أن أقذفك بنفسي، وأنا أشهد أنك بريء وأنك رسول الله. فخر موسى (- عليه السلام -) ساجداً يبكي، فأوحى الله إليه: ما يبكيك! قد سلطناك على الأرض فمرها فتطيعك، فرفع رأسه فقال: خذيهم، فأخذتهم