للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثالث ـ على خبرِ عَلِمَهُ، قاله مقاتل.

الرابع ـ إنما أعطيته لفضل علمي، قاله الفراء. قال الزجاج: ادعّى أنه أُعطي المال لعلمه بالتوراة.

الخامس ـ على علم عندي بوجوه المكاسب، حكاه الماوردي ((١)) عن ابن عيسى.

٦. {أوَلَمْ يَعْلَمْ أنَّ اللَّهَ قَدْ أهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأكْثَرُ جَمْعاً} :

قال المراغي: في معناها " أَنسي ولم يعلم حين زعم أنه أوتي الكنوز لفضل علم عنده، فاستحق بذلك أن يؤتى ما أوتي؟ إن الله قد أهلك من قبله من الأمم من هم أشد منه بطشاً وأكثر جمعاً للأموال؟ ولو كان الله يؤتى الأموال من يؤتيه لفضل فيه وخير عنده ورضاه عنه، لم يهلك من أهلك من أرباب الأموال الذين كانوا أكثر منه مالاً، لأن من يرضى عنه فمحال أن يهلكه وهو عنه راضٍ، وإنما يهلك من كان عليه ساخطاً، ألم يشاهد فرعون وهو في أبَّهة ملكه، وحقق أمره يوم هُلْكه، وفي هذا الأسلوب تعجيب ما من حاله، وتوبيخ له على اغتراره بقوته وكثرة ماله مع علمه بذلك " ((٢)) .

٧. {وَلا يُسْالُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ} :

" فأخرج أبي حاتم عن قتادة في معنى هذه الآية يقول: المشركون لا يسألون عن ذنوبهم، يعذبون ولا يحاسبون. وأخرج أبي حاتم عن الربيع بن أنس قوله: لا يسألون عن إحصائها، يقول: هاتوا فبينوها لنا ولكن أعطوها في كتب فلم يشكوا الظلم يومئذٍ، ولكن شكوا الإحصاء.

وهذه الآية نظير قوله تعالى: {يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُم} ((٣)) أي: سود الوجوه زرقاً، الملائكة لا تسال عنهم قد عرفتهم، كما روي عن مجاهد ((٤)) .

٨. {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ} :


(١) ينظر النُّكَت والعُيون: ٣/ ٢٣٩.
(٢) تفسير المراغي: ٢٠ /٩٥.
(٣) سُوْرَة الرَّحْمَنِ: الآية ٤١.
(٤) تفسير ابن أبي حاتم: ٩/ ٣٠١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>